عامان على حرب الإبادة في غزة وحصيلة المأساة الإنسانية تتكشف.. حماس: العدو لم ينتصر

أكدت حركة حماس أن أولويتها القصوى في هذه المرحلة هي الوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة على قطاع غزّة، مشدّدة على أنها ماضية في”الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة وعن تطلعاته في التحرير والاستقلال”. وقالت الحركة إن وفدها المشارك في المفاوضات الجارية في مصر “يسعى لتذليل كلّ العقبات أمام تحقيق اتفاقٍ يلبي طموحات الشعب الفلسطيني”، موضحة أن الجهود تتركز على التوصل إلى اتفاق “يضمن وقفًا دائمًا وشاملًا لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كافة مناطق القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيود، وضمان عودة النازحين إلى منازلهم”. كما أكدت أن الاتفاق المنشود يجب أن يضمن “البدء الفوري بعملية إعادة الإعمار الشاملة تحت إشراف هيئةٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ من التكنوقراط”.

وقال القيادي في الحركة فوزي برهوم، في كلمة مصورة ألقاها  بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمعركة طوفان الأقصى ، إنّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ عامين “هو حرب إبادة وتجويع ممنهج وتدمير شامل وتطهير عرقيّ على يد الاحتلال الصهيوني”، مؤكدًا أن ما جرى “يُعدّ عدوانًا غير مسبوق في التاريخ الحديث”. مضيفًا: “على الرغم من القوة العسكرية الغاشمة والدعم اللامحدود والشراكة الأميركية الكاملة في حرب الإبادة في غزة، فإنهم لم ولن يفلحوا في إحراز صورةِ نصرٍ زائفة”.

وشدّد برهوم على أن حرب الاحتلال خلال العامين الماضيين لم تكن موجّهة ضدّ حماس وفصائل المقاومة فحسب، بل كانت حربًا شاملةً على الوجود الفلسطيني برمّته وسعيًا محمومًا لطمس القضية وشطب حقّ الشعب في التحرير والعودة، مضيفًا أن تصريحات قادة الاحتلال حول “إسرائيل الكبرى” كشفت طبيعة المشروع الاستعماري التوسعي الذي يستهدف المنطقة بأكملها.

وحول معركة طوفان الأقصى، قال برهوم: أعاد هذه المعركة البطولية قضيتَنا الوطنيةَ إلى موقعها العالمي، وكشفت وجهَ الاحتلال الفاشي وكونه خطرًا على أمن واستقرار المنطقة والعالم، ووضعته في عزلةٍ غير مسبوقة، وحرّكت ضمائر الشعوب والهيئات للوقوف مع شعبنا والاعتراف بدولتِه المستقلة”.

وأكد القيادي في الحركة أن حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية الداعمة لها تتحمّلان المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والتاريخية الكاملة عن جرائم الحرب والإبادة المرتكبة في غزة، معتبرًا أن “العدوان أعاد القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي، ووضع الاحتلال في عزلة غير مسبوقة، وحرّك ضمائر الشعوب والهيئات للوقوف مع شعبنا والاعتراف بدولته المستقلة”.

وفيما يتعلق بالمسار السياسي، قال برهوم إن الحركة تعاملت بمسؤولية وطنية عالية مع كل مقترحات وقف إطلاق النار التي طرحت خلال العامين الماضيين، وكان آخرها مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن وفد حماس المشارك في المفاوضات الجارية في مصر يسعى بجدّ لتذليل كل العقبات أمام تحقيق اتفاق يلبّي طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعيش الكريم.

وأوضح أن الوفد الفلسطيني يركّز على الوصول إلى اتفاق شامل يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم، والبدء الفوري بإعادة الإعمار تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط، وإبرام صفقة تبادل أسرى عادلة.

وحذّر برهوم من محاولات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عرقلة الجولة الحالية من المفاوضات كما أفشل عمدًا كل الجولات السابقة، مؤكدًا أن الاحتلال، رغم القوة العسكرية الغاشمة والدعم الأمريكي غير المحدود، “عجز عن تحقيق أيّ صورة نصر حقيقية”.

كما شدّد على أن جرائم الاحتلال في غزة هي جرائم حرب موصوفة وموثّقة بالأدلة ولن تسقط بالتقادم، وأن نتنياهو وعصابته الإجرامية يجب أن تطالهم يد العدالة الدولية، مذكّرًا بأن أكثر من 250 صحفيًا استُشهدوا خلال عامين من القصف الإسرائيلي الممنهج ضدّ الإعلاميين والمؤسسات الصحفية.

وأشاد برهوم بـ”المواقف المشرفة والمستمرة لقوى الأمة العربية والإسلامية في دعم شعب فلسطين ومقاومته، وبوجه خاص أنصار الله في اليمن، والمقاومة الإسلامية في لبنان، وجمهورية إيران، والجهود التي تبذلها قطر ومصر وتركيا في الوساطة السياسية، فضلًا عن الإسناد الدبلوماسي من الدول الصديقة للشعب الفلسطيني”.

وفي ختام كلته، أكدت برهوم: “الشعب الصامد ومقاومته ماضون بثبات في طريق التحرير، وواثقون من قدرتهم على إفشال كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتمرير الأجندات الصهيونية، مجددةً دعوتها لكل قوى الأمة والأحرار في العالم إلى الانخراط الحقيقي في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده على أرضه حتى انتزاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

15
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: