مؤسسة “هند رجب” ترفع شكوى جنائية بألمانيا ضد جندي إسرائيلي بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة

قدّمت مؤسسة “هند رجب” شكوى جنائية مُفصّلة إلى المدعي العام الاتحادي الألماني ضد شمعون آفي زوكرمان، وهو يحمل الجنسية الألمانية والإسرائيلية، وخدم مهندسًا قتاليًا في جيش الاحتلال خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة.

وتتهم الشكوى، المُقدّمة في 30 أيار/ مايو 2025 عن طريق المحامية الألمانية ميلاني شفايتسر، زوكرمان بارتكاب: جرائم حرب بموجب المادة 9 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي الألماني، وجرائم ضد الإنسانية بموجب المادة 7 من القانون نفسه، وجريمة إبادة جماعية بموجب المادة 6 من القانون نفسه.

وقالت المؤسسة، في تقرير لها، إن زوكرمان شخصية “معروفة، وثّق بنشاط أنشطته العسكرية خلال حرب إسرائيل على غزة”. لافتةً إلى نشره على حسابه على إنستغرام، “لقطات وصورًا واسعة من ساحة المعركة، ليس فقط لتواجده وأفعاله في مناطق القتال، بل تحديدا لتدمير المنازل الفلسطينية”.

في السياق، قال دياب أبو جهجة، المدير العام لمؤسسة هند رجب: “الأدلة ليست دامغة فحسب، بل تُجرّم نفسها بنفسها”.

أضاف: “نشر شمعون زوكرمان جرائمه على الإنترنت. إنه مواطن ألماني، مُعرَّف بوضوح، يُشارك في التدمير غير القانوني لمدينة بأكملها، ويحتفل بذلك. إذا رفضت ألمانيا التصرف في هذا الأمر، فإنها تُرسل رسالة مفادها أن القانون لا يُطبَّق إلا عندما تسمح السياسة بذلك. لا يُمكن لدولة القانون أن تختار العدالة بانتقائية”

من جانبها، أكدت المحامية ميلاني شفايتسر، التي رفعت الشكوى نيابةً عن المؤسسة، “يقع على عاتق الدولة الألمانية التزام واضح بموجب قانون الجرائم ضد القانون الدولي. وهذا ليس اختياريًا. إذا تقاعس المدعي العام عن التحقيق، فقد يُعدّ هذا التقاعس بحد ذاته تواطؤًا. وسيكون ذلك تخليًا قانونيًا وأخلاقيًا عن مسؤوليته – ونحن على أتم الاستعداد للطعن في ذلك أمام المحاكم الألمانية والدولية إذا لزم الأمر

وتابعت: “نحن لا نتعامل مع ادعاءات مبهمة، بل مع أعمال عنف موثقة ضد المدنيين، نشرها المشتبه به نفسه، وأكدتها تحقيقات مستقلة متعددة، وارتكبها شخص يحمل جواز سفر ألمانيًا. العدالة تتطلب اتخاذ إجراء”.

وأوضحت مؤسسة “هند رجب”، “الشكوى تُعرّف زوكرمان بصريًا في عدة مقاطع فيديو ومنشورات، بينما يقوم بتفجير أو الاحتفال بتفجير مبانٍ سكنية. وغالبًا ما تتضمن تلك المنشورات مشاهد مروّعة للدمار، مصحوبة بإيماءات احتفالية مثل تدخين الشيشة، أو الهتاف مع جنود آخرين، أو التباهي أمام الكاميرا قبل الانفجارات وبعدها”.

وأضافت، “من بين أبرز الحوادث الموثّقة تبرز عملية “نير عوز”، التي شهدت تدمير بلدة خُزاعة الفلسطينية بالكامل، والتي يقطنها نحو 5,000 نسمة. وقد لعبت وحدة زوكرمان، كتيبة المهندسين 8219، دورًا محوريًا في تدمير هذه المنطقة المدنية”.

وتابعت المؤسسة، “يُظهر مقطع فيديو نشره زوكرمان وهو يُفجّر تفجيرات مباشرةً، ويهتف مع رفاقه، ويوثّق التدمير كنوع من الأداء. في إحدى اللقطات، يظهر وهو يقف ويضحك بينما تنهار المباني خلفه. وفي مقطع فيديو آخر ذي طابع تقني، يُظهره وهو يُفجّر تفجيرًا دون ارتداء خوذة، مما يُشير إلى حالة غير قتالية وعدم وجود ضرورة عسكرية”.

وطالبت مؤسسة “هند رجب”، بفتح تحقيق رسمي، وإصدار مذكرة توقيف، والنظر في الحبس الاحتياطي، نظرًا لخطورة الجرائم وازدواجية جنسية المشتبه به وقدرته على التنقل.

وتُعد هذه الشكوى جزءًا من الحملة القانونية الأوسع التي تشنها مؤسسة “هند رجب” لكشف ومقاضاة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال حرب إسرائيل على غزة. وتعمل المؤسسة مع فرق قانونية في ولايات قضائية متعددة لملاحقة الجناة الأفراد ومن هم في مناصب المسؤولية القيادية.

22
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: