كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحكومة الإسرائيلية شرعت في تنفيذ مشاريع استيطانية عملاقة وغير مسبوقة في الضفة الغربية المحتلة، بهدف تعزيز وجودها قبل الانتخابات العامة المقررة رسميًا في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وفرض وقائع جديدة على الأرض قد يصعب تغييرها حال تبدل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وأشار التقرير إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، قامت منذ نهاية 2022 ببناء أو المصادقة على نحو 48 ألف وحدة استيطانية سكنية، مع توقع وصول العدد إلى 50 ألف وحدة بحلول نهاية العام الجاري. كما تم مصادرة حوالي 26 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية تحت مسمى “أراضي دولة”، مقارنة بـ28 ألف دونم خلال السنوات الـ27 السابقة.
وأضافت الصحيفة أن هذه المشاريع تهدف إلى منع إقامة الدولة الفلسطينية. ونقلت عن يوني مزراحي، رئيس طاقم متابعة الاستيطان في حركة “السلام الآن”، قوله إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تنفذ ضمًا فعليًا على الأرض رغم القيود التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على “السيادة” الإسرائيلية.
ويقود بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والوزير المسؤول عن الاستيطان تنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية قبل الانتخابات، بينما يواصل الاحتلال تنفيذ مشاريع بنية تحتية واسعة تشمل توسيع الشوارع وتحويل بعضها إلى طرق سريعة، لا سيما في منطقة القدس المحتلة.
كما صادقت الحكومة الإسرائيلية في أيار/ مايو الماضي على إقامة 22 بؤرة استيطانية، يجري تنفيذ بعضها في شمال الضفة، فيما وافق “مجلس التخطيط الاستيطاني الأعلى” التابع للإدارة المدنية في آب/ أغسطس على بناء 3400 وحدة استيطانية سكنية في منطقة E1، وهو المشروع الذي وصفه سموتريتش، بأنه “يدفن فكرة الدولة الفلسطينية”، وفق الصحيفة.
بالتوازي، تنفذ السلطات الإسرائيلية مسحًا للأراضي في المنطقة C تمهيدًا لمصادرتها، مع إلزام الفلسطينيين بإثبات ملكيتهم، لتسهيل إعلانها كـ”أراضي دولة”، وقد رصدت الحكومة الإسرائيلية مئات ملايين الشواكل لتنفيذ هذا المشروع، بحسب الصحيفة.
وأكد التقرير أن إشراف وزارة مباشرة على هذه المشاريع بدل مديرية عادية، يعكس تحولًا جوهريًا في طريقة إدارة الوضع الميداني، حيث تعمل مديرية شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية تحت مسؤولية الوزير المسؤول عن الاستيطان، على ربط أكثر من 80 بؤرة استيطانية بشبكات البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وطرق وشبكات اتصالات، لتصبح هذه المستوطنات أكثر رسوخًا على الأرض، وفقًا للصحيفة.