كشفت الإذاعة العبرية العامة عن تقديم مشروع قانون في الكنيست يهدف إلى الاستيلاء الكامل على الحرم الإبراهيمي الشريف وانتزاعه من الفلسطينيين، في خطوة يُتوقع أن تجعل يوم غد السبت يومًا ساخنًا في مدينة الخليل، حيث من المقرر أن يشارك عشرات الآلاف من المستوطنين في اقتحام عدة أحياء من البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف.
ومن المتوقع أن يصل غدًا عشرات الآلاف من اليهود الإسرائيليين إلى الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، بذريعة الاحتفال بـ”سبت سارة”.
وطرح عضو الكنيست تسفي سوكوت عن حزب “الصهيونية الدينية”، بحسب الإذاعة، مشروع قانون يدعو إلى “فرض السيادة الكاملة” على كامل الحرم الإبراهيمي، بما في ذلك “قاعة يتسحاق” التي يُسمح لليهود حاليًا بدخولها عشرة أيام فقط في السنة.
وينص الاقتراح على أن يدخل الحرم الإبراهيمي ضمن نطاق سلطة مجلس مستوطنة “كريات أربع”، ويُدار من مجلسه الديني، كما يقترح إنشاء إدارة خاصة لترميم الموقع وتسهيل الوصول إليه وصيانته بتمويل من وزارة المالية.
وذكر مقترح القانون في مزاعمه: “الهدف هو إزالة القيود المفروضة على اليهود منذ أيام الاحتلال الأجنبي، وإعادة المكان إلى مكانته التاريخية والوطنية كمركز صلاة مفتوح ومتاح وحُر للشعب اليهودي”.
وأصدرت شرطة الاحتلال بيانًا قالت فيه: “أكملت شرطة منطقة الضفة الغربية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي استعداداتها لاستقبال عيد حياة سارة اليهودي لعام 5786، حيث من المتوقع أن يزور آلاف المستوطنين الحرم والبلدة القديمة في الخليل. وسيتمركز رجال الشرطة ومقاتلو الجيش من لواء يهودا ووحدات حرس الحدود في المنطقة لضمان أمن الجمهور والنظام العام، وتقديم التسهيلات اللازمة على الطرق والمحاور، بهدف تمكين الوصول الآمن وإدارة فعاليات عطلة نهاية الأسبوع بشكل منتظم”، وفق ما ورد.
وفي تموز/يوليو، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن إسرائيل اتخذت “قرارًا غير مسبوق” بتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي، بسحب الصلاحيات من بلدية الخليل ووزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية ونقلها إلى المجلس الديني لمستوطنة “كريات أربع” المقامة في الخليل.
وأشارت “يسرائيل هيوم” إلى أن هذه ستكون المرة الأولى التي تُجري فيها إسرائيل تغييرات جوهرية في الحرم الإبراهيمي منذ توصيات “لجنة شمغار” التي شكًّلتها إسرائيل بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 وقررت تقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.
وأكدت الصحيفة أن نقل الصلاحيات من السلطة الفلسطينية إلى مستوطنة “كريات أربع” يأتي تمهيدًا لتنفيذ تغييرات كبيرة في الحرم، كانت الإدارة المدنية الإسرائيلية تسعى منذ سنوات إلى تنفيذها، من بينها تغطية أجزاء من الموقع وبناء سقف لما تُسمى “ساحة يعقوب”، التي يستخدمها المستوطنون في صلواتهم لنحو 90 في المئة من أيام السنة.