قالت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الخميس، إن ياسر أبو شباب، قائد أكبر ميليشيا متعاونة مع الاحتلال في قطاع غزة، لقي مصرعه، وسط تضارب في المعلومات حول ظروف مقتله. إذ أشارت ميليشيا أبو شباب إلى مقتل مؤسسها المتعاون مع الاحتلال ياسر أبو شباب بطلق ناري.
قال درون كدوش، المراسل العسكري لإذاعة الجيش، إن مقتل أبو شباب “تطور سيئ لإسرائيل”. وهو ذات التعليق الذي أدلى به عميت سيغال، الصحفي في القناة 12، داعيًا إلى التحقيق في “كيفية تجاوز أعضاء حماس للخط الأصفر واغتياله”
وأعلنت ميليشيا ياسر أبو شباب، المتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، عن مقتل مؤسسها بطلق ناري، مدّعية أنه قُتل “خلال فضّ نزاع بين أبناء عائلة أبو سنيمة”.
في المقابل، نعى مختار عشيرة أبو سنيمة عددًا من أبناء العائلة، وقال: “تفخر عشيرة أبو سنيمة بأبنائها الذين أثبتوا شجاعة وإرادة لا تلين في مواجهة الظلم والخيانة، وكان منهم من واجه المدعو ياسر أبو شباب وزمرته، وأرداه قتيلًا مُسطّرًا بذلك فصلًا جديدًا من فخر واعتزاز الفلسطيني”.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة نائب أبو شاب، المتعاون مع الاحتلال، غسان الدهيني، مشيرةً إلى أنه يتلقى العلاج في مستشفى سوروكا، بعدما نقل بمروحية إسرائيلية برفقة أبو شباب.
ونقلت الإذاعة، ظهر الخميس، عن مصدر عسكري، قوله إن حماس نجحت في تصفية ياسر أبو شباب، مضيفًا أن حماس كانت تملك معلومات استخبارية دقيقة جمعتها من أشخاص مقربين من أبو شباب وبعضهم من عائلته. قبل أن تنقل الإذاعة نفسها عن مصدر آخر قوله إن أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا في بئر السبع، إثر إصابته في “نزاع داخلي ضمن عشيرته”، على حد قوله.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن ياسر أبو شباب قُتل في كمين تعرض له في رفح، وقُتل معه مجموعة من عناصره أيضًا. وبحسب منصات غير رسمية إسرائيلية فإن بين القتلى برفقة أبو شباب، نائبه غسان الدهيني، رغم أن التقارير الإسرائيلية الرسمية رجحت مقتله على يد الدهيني.
أما “يديعوت أحرونوت” فنقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية أن ياسر أبو شباب قُتل إثر تعرضه للضرب المبرح خلال شجار مع عناصر آخرين في عصابته، وقد تم نقله لتلقي العلاج في مستشفى سوروكا في بئر السبع، لكنه توفي في الطريق متأثرًا بجروحه.
وأوضحت الصحيفة أن ظاهرة التصفيات الداخلية في صفوف الميليشيات المتعاونة مع إسرائيل في غزة آخذة في الاتساع، بغض النظر عن ملاحقة حركة حماس لها.
وأضافت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن مقتل أبو شباب سيعزز بشكل أكبر مكانة حماس كصاحبة السيادة في غزة، وسيضر بالمشروع الإسرائيلي لاستخدام الميليشيات في القطاع كبديل في إطار خطط “اليوم التالي”.
وقال درون كدوش، المراسل العسكري لإذاعة الجيش، إن مقتل أبو شباب “تطور سيئ لإسرائيل”. وهو ذات التعليق الذي أدلى به عميت سيغال، الصحفي في القناة 12، داعيًا إلى التحقيق في “كيفية تجاوز أعضاء حماس للخط الأصفر واغتياله”.
وأفادت مصادر محلية بأن أصوات إطلاق نار واحتفالات سمعت في مخيمات النزوح في قطاع غزة، كما تم توزيع الحلوى، بعد تداول خبر مقتل أبو شباب.
من هو ياسر أبو شباب؟
ياسر أبو شباب، هو أول زعيم ميليشيا مسلحة متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وعلى مدار أشهر الحرب، أجرى مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية “هدد فيها حركة حماس”.
وكانت مصادر إسرائيلية قالت إن ميليشيا ياسر أبو شباب نفذت مهام بدلًا من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ووفق المصادر فإنها كانت تنفذ عمليات تفتيش داخل المنازل قبل دخول الجيش الإسرائيلي إليها. وقبل أسابيع، قالت الممرضة تسنيم الهمص، ابنة الأسير الطبيب مروان الهمص، إن ميليشيا ياسر أبو شباب، هي من قامت باختتطافها وتسليمها للجيش الإسرائيلي.
وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، كشف موقع “الترا فلسطين” أن عصابة أبو شباب هي الأبرز في سرقة المساعدات، كما كشفت مصادر أمنية حينها، عن تنفيذ عملية أمنية ضدها، أدت إلى مقتل شقيق ياسر أبو شباب.
ووقتها، حدّدت مذكّرة داخليّة للأمم المتّحدة، حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست”، ياسر أبو شباب، وهو ينحدر من قبيلة الترابين الّتي تمتدّ في جنوب غزّة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء في مصر، باعتباره “الطرف الرئيسيّ والأكثر نفوذًا الّذي يقف وراء النهب المنهجيّ الواسع النطاق” لقوافل المساعدات.
وخلصت مذكّرة داخليّة للأمم المتّحدة حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” إلى أنّ العصابات “ربّما تستفيد من تمييز/إحسان سلبي إن لم يكن إيجابيًّا” أو “حماية” من القوّات الإسرائيليّة. وذكرت المذكّرة أنّ أحد زعماء العصابات أنشأ “مجمّعًا عسكريًّا” في منطقة “مقيّدة وخاضعة لسيطرة ودوريّات القوّات الإسرائيليّة”.
وفي 5 حزيران/يونيو 2025، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر أن إسرائيل زوَّدت مليشيا إجرامية في غزة بالسلاح للعمل ضد حركة حماس، مؤكدة تصريحات وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان بهذا الخصوص، التي وردت في مقابلة إذاعية.
وحينها، ذكرت قناة كان أنّ تسليح المجموعة المتعاونة مع إسرائيل، في غزة كان بمقترح من جهاز الشاباك وشارك فيه الجيش الإسرائيلي، وبيّن أن العملية نوقشت في اجتماع شخصي بين رئيس الحكومة ورئيس الشاباك السابق، رونين بار.
وفي تموز/يوليو 2025، نشرت إذاعة “مكان” الإسرائيلية، مقابلةً مع ياسر أبو شبّاب، الذي يقود ميليشيا “القوات الشعبية” المسلّحة المتعاونة مع إسرائيل في غزة، تحدّث فيها عن طبيعة تنظيمه و”دوره في القتال ضد حماس” داخل القطاع، قائلًا: “أتلقى مساعدات من الجيش الإسرائيلي، وأنسق في جوانب عدة مع السلطة الفلسطينية، وسنواصل الحرب على حماس”.
وبعد المقابلة، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، إن “الخائن المأجور المدعو ياسر أبو شباب وعصابته هم ثلة خارجة عن صفّ وطننا، وهم منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل، ودمهم مهدور من كافة فصائل مقاومتنا وقواه منبوذة من عموم أبناء شعبنا الحرّ العزيز، ولن نرحم أيًا منهم أو من يسلك مسلكهم في معاونة الاحتلال، وسنتعامل معهم بما يليق بالخونة والعملاء”.
وبعد وقف إطلاق النار، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن عددًا من قادة العصابات الإجرامية التي سلّحها جهاز الشاباك ونفّذت عملياتٍ لصالح الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، طلبوا الدخول للعيش في إسرائيل، لكن طلبهم رُفض، وطُلب منهم مواصلة القتال ضد حركة حماس.
كما، أكدت قناة سكاي نيوز البريطانية، في تقرير سابق، أن أربع ميليشيات في قطاع غزة، تحظى جميعها بدعم إسرائيل، وتعدُّ نفسها جزءًا من مشروع مشترك لـ”إبعاد حماس عن السلطة”. وتعمل كل هذه المجموعات انطلاقًا من مناطق لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، خلف ما يسمى بـ “الخط الأصفر”، وهو الحدود لنشر قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر متعددة لشبكة سكاي نيوز إن الميليشيات تتلقى أيضًا دعمًا من قوى خارجية. وقد تم تصوير نائب زعيم ميليشيا أبو الشباب، غسان الدهيني، مرتين بجوار سيارة تحمل لوحة ترخيص مسجلة في الإمارات العربية المتحدة.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن “إسرائيل” تسعى إلى منح دور “رسمي” لميليشيا ياسر أبو شباب في قطاع غزة بالتعاون مع قوات الجيش الإسرائيلي.