معاناة غزة بين الحصار وتضاؤل المساعدات في 2025.. عامٌ من الجوع!

فبراير/شباط – تحذيرات أممية من اقتراب انهيار الأمن الغذائي

وحذّرت الأمم المتحدة من تدهور خطير في الأمن الغذائي، مع تصاعد أعداد المهددين بالجوع نتيجة استمرار النزاعات، وارتفاع أسعار الغذاء، وتراجع سلاسل الإمداد، مؤكدة أن التأخير في الاستجابة الإنسانية قد يقود إلى كارثة واسعة النطاق.

مارس/آذار.. عودة الحصار وشاحنات عالقة

ومع انهيار الهدنة في الثاني من مارس/آذار أُغلقت بوابة رفح أمام المساعدات. واصطفّت شاحنات المساعدات لأيام بدون السماح لها بالعبور. وعاد الناس في غزة للبحث عن الطعام في المراكز الخيرية، ووقف الأطفال في طوابير تحمل قدورا فارغة.

أبريل-مايو.. تحذيرات من المجاعة وانهيار المنظومة الصحية

وازدادت مؤشرات المجاعة مع استمرار منع الوقود والغذاء في أبريل/نيسان.

وفي الأول من مايو/أيار، قال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الدكتور مايكل ريان إن “أجساد وعقول أطفال غزة تتكسر”.

واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدها بأسابيع بأن “كثيرين يموتون جوعا في غزة”، على الرغم من أن جولته الشرق أوسطية لم تُفضِ إلى وقف جديد لإطلاق النار.

وفي مخيمات القطاع، ظهرت مشاهد مأساوية لأطفال يلتهمون بقايا الطعام من قاع القدور، مع تأكيد برنامج الغذاء العالمي أن المساعدات الموعودة لم تصل، وشهدت أواخر مايو/أيار واحدة من أكثر لحظات الفوضى دموية حول المساعدات.

يونيو/حزيران.. القتل عند نقاط توزيع الطعام

وقُتل في الثالث من يونيو/حزيران ما لا يقل عن 24 فلسطينيا أمام موقع لتوزيع المواد الغذائية في خان يونس إثر إطلاق نار إسرائيلي، وفق وزارة الصحة في غزة.

ولم يتوقف المشهد عند الجوع، إذ بدأ القطاع الصحي ينذر بالانهيار مع تكديس الأطفال الخدّج في حاضنة واحدة بسبب نقص الوقود.

يوليو/تموز.. أطفال يموتون جوعا

وأدى سقوط صاروخ إسرائيلي في 13 يوليو/تموز إلى مقتل 8 بينهم 6 أطفال قرب نقطة توزيع مياه في مخيم النصيرات.

ومع تزايد وفيات الجوع، ظهر الطفل مصعب الدبس (14 عاما) وقد أنهكه سوء التغذية في مستشفى الشفاء.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غزة بأنها “عرض رعب”، مؤكدا أن الجوع يدق الأبواب كلها.

وبعد أيام، دفنت عائلة من خان يونس طفلتها زينب أبو حليب (5 أشهر) التي توفيت بعد عجز المستشفيات عن توفير الحليب الطبي اللازم لها. وفي اليوم التالي، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود “حملة تجويع”، واصفا الاتهامات بأنها “كذبة وقحة”.

أغسطس/آب.. المساعدات تقتل أيضا

وسقطت منصة مساعدات جوية في التاسع من أغسطس/آب، على الفتى مهند عيد (15 عاما) في النصيرات، فقتلته فورا بينما كان يركض نحوها. وبحسب الأمم المتحدة، تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء محاولتهم استلام المساعدات ألف شخص منذ مايو/أيار، بنيران إسرائيلية قرب مواقع التوزيع.

ونهاية الشهر، أبحر “أسطول صمود” باتجاه غزة بمشاركة الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته في الأول من أكتوبر واحتجزت قواربه.

سبتمبر/أيلول.. المجاعة تُعلن رسميا

وأعلنت الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، دخول شمال قطاع غزة مرحلة المجاعة الكاملة، مؤكدة أن مؤشرات الجوع تخطّت كلّ الخطوط الحمراء، وأن السكان باتوا يعيشون على حافة الهلاك الجماعي.

أكتوبر/تشرين الأول.. استئناف جزئي لدخول الشاحنات

في 12 أكتوبر/تشرين الأول، دخلت شاحنات محملة بالمساعدات عبر كرم أبو سالم بعد هدنة جديدة، لكن مشاهد التهافت استمرت، في حين ظل كثيرون يعودون خالي الوفاض.

تغلق إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد ضمن الحصار المطبق بالتزامن مع الحرب وتمنع كل الامدادات الإنسانية -رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد ضمن الحصار المطبق بالتزامن مع الحرب (الجزيرة)

ونفد حليب الأطفال من معظم المرافق الطبية ونقاط التوزيع، وبدأت الأمراض المرتبطة بسوء التغذية تتفشّى بسرعة تفوق قدرة المستشفيات المنهكة على الاستجابة، لتسبق الأمراضُ الحربَ في حصد أرواح الصغار.

نوفمبر/تشرين الثاني.. حتى الإبر محظورة

وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت اليونيسيف إن إسرائيل تمنع دخول 1.6 مليون حقنة وأجهزة تبريد طبية ضرورية لحفظ لقاحات الأطفال،على الرغم من جاهزيتها منذ أشهر. وفي الوقت نفسه، كانت صور طوابير الفلسطينيين أمام مطابخ خيرية في خان يونس تزداد قسوة.

وحلّ الشتاء قاسيا على سكان بلا غذاء ولا دواء ولا تدفئة، في حين استمر الجوع في خنق العائلات المحاصرة.

ديسمبر/كانون الأول.. عام ينتهي والمأساة لا تنتهي

وأعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول أن عام 2025 هو الأكثر فتكا بالجوع في غزة منذ بدء الحصار، وفي ختام 12 شهرا رسمت صورة عام كامل من الانهيار الإنساني المتواصل، بلا مؤشر حقيقي لنهاية المأساة.

و تبدو غزة غارقة في دائرة لا تنتهي من الحصار، الجوع، وانهيار البنى الصحية، ويقف المجتمع الدولي عاجزا أمام مشهد إنساني يزداد قتامة كل يوم.

42
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *