فضّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بأقرب مقربيه، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حيث عيّنه لقيادة المفاوضات بدلاً من رئيسَي جهاز الموساد، ديدي بيرنع، وجهاز “الشاباك”، رونين بار.
ويثير اختيار نتنياهو للسياسي والدبلوماسي الإسرائيلي من أصل أمريكي، رون ديرمر، تساؤلات حول أسباب اختيار الشخصية التي يصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها الأقرب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتقول القناة 13 العبرية إن رون ديرمر هو أحد أقوى الشخصيات في الحكومة الإسرائيلية، “ولا يتحرك نتنياهو بدونه”، وهو رجل لا يعرف عنه الإسرائيليون سوى اسمه، ونادراً ما يظهر أمام الجمهور أو الإعلام، رغم دوره الكبير في التعديلات القضائية، والشؤون الاقتصادية، واتفاقيات التطبيع “أبراهام”، والعلاقات الخارجية لإسرائيل.
فمن هو رون ديرمر؟
سياسي إسرائيلي من أصل أمريكي، ولد عام 1971 في مدينة ميامي بيتش بولاية فلوريدا، الولايات المتحدة.
وُلِدَت والدته في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني لأبوين مهاجرين من ألمانيا وبولندا قبل الحرب العالمية الثانية.
هاجرت عائلة والدته من فلسطين بعد إعلان قيام دولة الاحتلال إثر النكبة الفلسطينية عام 1948 إلى ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة.
أما والده، فكان محامياً من مواليد ولاية نيويورك، وانتُخب عميداً لمدينة ميامي بيتش عن الحزب الديمقراطي، وخدم في هذا المنصب لفترتين.
أما شقيقه الأكبر، ديفيد، فقد كان عميداً للمدينة ذاتها عن الحزب الديمقراطي في ثلاث فترات.
تحولت عائلته بعد فترة معينة من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوري.
حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والإدارة من جامعة بنسلفانيا، إلى جانب دبلوم في الفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة أكسفورد.
التجربة السياسية لرون ديرمر
خلال دراسته في بريطانيا، قاد منظمة “شركاء للحياة”، وهي منظمة طلابية يهودية تهدف إلى تعزيز الثقافة اليهودية في الحرم الجامعي.
نشط في حزب (يسرائيل بعليا)، الذي ترأسه ناتان شارانسكي، حيث يعود إليه الفضل في صياغة استراتيجية “يسرائيل عليا” في انتخابات الكنيست عام 1996، الأمر الذي دفعه إلى الهجرة إلى إسرائيل عام 1997، بدلاً من العودة إلى الولايات المتحدة.
كما عمل ديرمر لصالح شارانسكي عندما أصبح وزيراً للداخلية في حكومة إيهود باراك.
وفي عام 2000، أوصى شارانسكي رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلقاء ديرمر، ومنذ ذلك الوقت أصبح مقرباً منه ويقدم له المشورة.
ويقول شارانسكي عن ديرمر: “لقد وجد نتنياهو أنه يحبه، وأصبح معتمداً تقريباً على آرائه”، بحسب موقع “تابليت”.
وبين عامي 2001 و2004، بدأ ديرمر في كتابة عموده “لعبة الأرقام” في صحيفة “جيروزاليم بوست”، حيث ركّزت كتاباته على المشاكل المدنية التي تواجهها إسرائيل.
كما هاجم في مقالاته ياسر عرفات ومروان البرغوثي، ووصفهما بـ”الطغاة العازمين على تأجيج الانتفاضة”، كما هاجم اليسار الإسرائيلي الذي أبدى استعداده للتعاون مع عرفات عام 2001، واصفاً زعماءه بـ”الخونة الذين يخاطرون بأمن إسرائيل ومستقبلها من أجل الأمل الغامض في السلام”، في إشارة إلى اتفاقية أوسلو ومحادثات السلام.
وفي عام 2005، أُرسل ديرمر إلى واشنطن في أول منصب حكومي رسمي له، بصفته وزيراً للشؤون الاقتصادية في السفارة الإسرائيلية، عندما كان نتنياهو وزيراً للمالية في عهد أرئيل شارون.
وكان قبوله للمنصب يتطلب منه التخلي عن جنسيته الأمريكية، وكتب حينها مقالاً في صحيفة “نيويورك صن” قال فيه: “لن أنكر أمريكا أو شعبها أبداً، وبصفتي ابناً مخلصاً لها، فلن أخون مبادئها”.
وبالفعل، ركّز ديرمر على توثيق العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، وأثناء فترة عمله كمبعوث اقتصادي، ساعد في تأمين مذكرة التفاهم لعام 2007، التي امتدت لمدة 10 سنوات بشأن المساعدات العسكرية لإسرائيل.
كما عمل على إقناع الولايات الأمريكية بسحب استثماراتها من صناديق التقاعد الحكومية في إيران، وفي عام 2007، أصبحت فلوريدا، مسقط رأسه، أول ولاية تمرر تشريعاً لسحب الاستثمارات.
وبعد عودته إلى إسرائيل عام 2008، عمل ديرمر في الحملة الانتخابية لنتنياهو، الذي عيّنه مستشاراً أول لرئيس الوزراء عام 2009.
وأثناء وجوده في مكتب رئيس الوزراء، أصبح أقرب مستشاري نتنياهو ومستشاره الاستراتيجي، وفي عام 2011، كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” عنه أنه “يدير الكثير من التدخلات مع البيت الأبيض، ويكتب العديد من خطابات نتنياهو”.
كما أطلقت عليه الصحفية أليسون هوفمان، من مجلة “تابليت”، لقب “العقل المدبر لنتنياهو”، ونقلت عن مراقب للسياسة الإسرائيلية قوله: “إذا نظرت إلى رون، سترى بيبي”.
سفيراً لنتنياهو في الولايات المتحدة
في عام 2013، قرر نتنياهو تعيين رون ديرمر سفيراً لإسرائيل في الولايات المتحدة، حيث استمر في هذا المنصب حتى عام 2021، وتمكن خلاله من نسج علاقات واسعة مع التيار المحافظ في الولايات المتحدة.
كما شهدت فترة توليه منصب السفير العديد من الإنجازات، تمثلت في:
- في سبتمبر/أيلول 2016 (نهاية إدارة أوباما)، حصلت إسرائيل على حزمة مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بقيمة 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات، وهي الأكبر من نوعها في ذلك الوقت.
- في ديسمبر/كانون الأول 2017، خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب، اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي مايو/أيار 2018، نُقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
- أسهم ديرمر في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية عبر “اتفاقيات أبراهام”، وتم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام لدوره في تعزيز هذه الاتفاقيات.
- ساعد في تأمين لقاحات كورونا لإسرائيل.
- شارك في جهود إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد من السجون الأمريكية.
الصدام مع أوباما وخطاب نتنياهو في الكونغرس
تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إنه عندما عيّن نتنياهو رون ديرمر سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة عام 2013، ناقش مساعدو الرئيس باراك أوباما، الذين اعتبروا ديرمر عميلاً سياسياً يمينياً وليس دبلوماسياً، ما إذا كان ينبغي للبيت الأبيض رفض قبول أوراق اعتماده (لكنهم تخلوا عن الفكرة).
وبالفعل، اصطدم ديرمر مع أوباما بشأن الاتفاق النووي الإيراني، الذي عارضته إسرائيل بشدة، وبشأن توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. كما أنه كان الشخصية التي وقفت خلف خطاب نتنياهو الشهير في الكونغرس عام 2015.
وتذكر “نيويورك تايمز” أن ديرمر ساعد في ترتيب دعوة نتنياهو للكونغرس بالتنسيق مع الحزب الجمهوري، وأشرف على هندسة خطابه أمام الكونغرس، الأمر الذي أثار غضب البيت الأبيض.
واتهم الديمقراطيون ديرمر بخرق البروتوكول الدبلوماسي، وفي هذا الإطار، قال الجمهوري فرانك لونتز، الذي درّس ديرمر في جامعة بنسلفانيا، إن الأخير “يتمتع بشجاعة هائلة، وهو مستعد لخوض المجازفة المبنية على المبادئ.. لا أعرف أحداً يركز على هدف محدد مثله، ومستعد لتجاوز الحواجز للوصول إلى الهدف”.
كما اعتبرت وسائل إعلام أمريكية موالية للحزب الديمقراطي أن ديرمر هو الشخصية التي تسببت في الإضرار بالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كيف تشكلت علاقة رون ديرمر بترامب؟
في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، كان رون ديرمر ضيفاً في حفل عشاء لخريجي كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، إلى جانب دونالد ترامب.
واستغل ديرمر تلك الليلة ليعبّر عن إعجابه بترامب، حيث أشار في كلمته إلى أن رجل الأعمال كان مصدر إلهام بالنسبة له، موضحاً أنه تأثر بكتاب ترامب “فن إبرام الصفقات”، الذي قرأه في سن المراهقة عند صدوره عام 1987.
كما قال ديرمر إنه بسبب هذا الكتاب قرر أن يصبح رجل أعمال مثل ترامب، واختار جامعة وارتون، التي تخرج منها الرئيس الأمريكي.
وأمام الحضور، قال ديرمر: “السيد ترامب، الحقيقة هي أنني أردت أن أكون تلميذك”، وفقاً لما أوردته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، التي أشارت إلى أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017 منح ديرمر ورفيقه المقرب نتنياهو قدرة قوية على الوصول إلى النظام الجديد في البيت الأبيض آنذاك.
وكشفت الكاتبة إيميلي جين فوكس في أحد كتبها أن رون ديرمر هو الذي هندس خطاب ترامب أمام اللجنة الأمريكية-الإسرائيلية للشؤون العامة “إيباك”.
وأوضحت الكاتبة أنه خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، كان كوشنر ينسب إليه الفضل في المحتوى والأسلوب غير المعتاد لخطاب ترامب أمام “إيباك”. لكن تبيّن لاحقاً أن صهر ترامب تحدث قبل ذلك إلى ديرمر، الذي وضع له الخطوط العريضة المهمة للإسرائيليين والشخصيات التي ستحضر الخطاب.
وفي اليوم التالي، أرسل كوشنر نسخة من خطاب ترامب إلى المانح الجمهوري شيلدون أديلسون لمراجعته، لكن الأخير قام بتحويله إلى ديرمر، الذي لاحظ أن كل ما ورد في الخطاب كان نسخة من المكالمة الهاتفية بينه وبين صهر ترامب.
كما التقى ديرمر بترامب، ونسق مع فريقه، وكان داعماً سياسياً له خلال حملته الانتخابية وبعدها. كما وقف إلى جانب كبير مستشاري ترامب، ستيف بانون، ضد نشطاء يهود اتهموه بمعاداة السامية، ودافع عن تعيين ترامب للسفير الأمريكي الأسبق ديفيد فريدمان.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، اتهم الديمقراطيون رون ديرمر بتجاوز الخط الأحمر بسبب تدخله إلى جانب الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي آنذاك، وقالوا إن “الحكومة اليمينية في إسرائيل تضع ثقلها علانية في صف الجمهوريين”.
ديرمر في قلب المعهد اليهودي للأمن القومي في أمريكا
بعد سبع سنوات من عمله سفيراً لإسرائيل في الولايات المتحدة، اصطدم خلالها مع الديمقراطيين ووثّق علاقته بالجمهوريين، انضم ديرمر في يوليو/تموز 2021 إلى المعهد اليهودي للأمن القومي في أمريكا (JINSA) كزميل بحثي أول، وشارك في تقديم بودكاست مع رئيس المعهد.
وكشفت وثائق عن علاقة ديرمر القوية بالمعهد، المعروف بمواقفه الجمهورية المتشددة، والذي يلعب دوراً في إعادة تشكيل عقيدة الأمن الإسرائيلية.
ويدعو المعهد في المقام الأول إلى إبرام اتفاقية دفاع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، تلزم الولايات المتحدة بالرد عسكرياً إذا تعرضت إسرائيل لهجوم.
وتاريخياً، قاومت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية مثل هذه الاتفاقيات، خوفاً من أنها قد تحد من استقلال إسرائيل العسكري وتتطلب موافقة الولايات المتحدة على إجراءات كبرى، مثل توجيه ضربات لإيران. لكن المعهد يؤكد أن الاتفاقية ستعزز الردع الإسرائيلي، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وتشير التقارير إلى أنه في أغسطس/آب 2023، أرسله نتنياهو إلى واشنطن للتواصل مع كبار المسؤولين الأمريكيين لدفع هذه الاتفاقية إلى الأمام، كجزء من جهود التطبيع الأوسع مع السعودية.
وتقول “يديعوت أحرونوت” إن ديرمر، الشخصية التي لا تتواصل مع الجمهور الإسرائيلي، منخرط بشكل عميق مع منظمة أمريكية تعمل خلف الكواليس لتدبير تحول كبير في نهج إسرائيل وسياساتها الأمنية.
رون ديرمر وزيراً للشؤون الاستراتيجية
بعد انتخابات الكنيست عام 2022، عيّن نتنياهو صديقه المقرب، رون ديرمر، وزيراً للشؤون الاستراتيجية.
وكانت هذه الوزارة هامشية، حيث أُنشئت عام 2006 في عهد حكومة إيهود أولمرت لإرضاء زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، ثم تم حلها في عهد حكومة لابيد/بينيت.
لكن نتنياهو قرر تفعيلها مجدداً ووضع ديرمر على رأسها، حيث أوكلت إليه مهام تتعلق بقضايا استراتيجية، أبرزها:
- التعامل مع ملف النووي الإيراني.
- تعزيز اتفاقيات أبراهام وتوسيع دائرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
- تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة.
كما لعب ديرمر دوراً بارزاً في التوسط بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة ورجال الأعمال في قضية التعديلات القضائية، من أجل التوصل إلى صيغة مخففة بشأنها.
وتقول صحيفة غلوبس الاقتصادية إن ديرمر، بصفته الشخص الذي يعرف كبار المسؤولين الأمريكيين، يدرك مدى خطورة الضرر الذي قد تلحقه التعديلات القضائية، وخاصة انسحاب الاستثمارات، والأزمة الدبلوماسية، وتأثيرها على العلاقات مع يهود الولايات المتحدة.
ما دور رون ديرمر في الحرب على غزة؟
ومع اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبح رون ديرمر عضواً في مجلس الحرب، ولعب دوراً بارزاً في إدارة العلاقات بين نتنياهو وإدارة بايدن خلال تلك الفترة.
وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت إنه بعد استقالة الوزيرين في مجلس الحرب، بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وبعد إقالة وزير الجيش، يوآف غالانت، أصبح ديرمر أحد كبار صناع القرار الثلاثة فيما يتعلق بالحرب إلى جانب نتنياهو.
وبعد الحرب مباشرة، ذكر تقرير في صحيفة يسرائيل هيوم أن نتنياهو كلّف ديرمر بتصميم خطط لتقليص عدد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة إلى “الحد الأدنى”، حيث تضمنت الخطة عنصرين رئيسيين:
استخدام الأزمة الإنسانية وضغوط الحرب لإقناع مصر بالسماح للفلسطينيين بالتدفق إلى دول عربية أخرى.
فتح طريق بحري تسمح فيه إسرائيل بـ”الهروب الجماعي” إلى الدول العربية والإفريقية.
وقبل الهجوم على رفح في مايو/أيار 2024، قال ديرمر في مارس/آذار 2024 إن الجيش سيسيطر على رفح “حتى لو كان العالم كله ضد إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وكان رون ديرمر يتصدر المحادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، وعمل على “هندسة التوترات” بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو، خاصة في الملف المتعلق بالمساعدات الإنسانية للقطاع.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه في الأول من أبريل/نيسان 2024، فقد ديرمر أعصابه خلال اجتماع افتراضي مع مسؤولين أمريكيين، بعد أن أبلغوه بأن الخطة الإسرائيلية لاجتياح رفح غير واقعية، حيث بدأ بالصراخ والتلويح بذراعيه خلال دفاعه عن الخطة.
وذكر موقع زمان الإسرائيلي أن ديرمر كان من المدافعين عن صفقة تبادل الأسرى، وفق الخطوط العريضة التي عُرضت في مايو/أيار 2024 (والتي أصبحت أساس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة)، لكنه فضّل عدم الصدام مع نتنياهو.
ما دور رون ديرمر في صياغة خطة “اليوم التالي” للحرب على غزة؟
وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت إنه في يناير/كانون الثاني 2025، كشف ديرمر أنه شريك في تجهيز خطة “اليوم التالي” للحرب على غزة، مضيفاً: “أي خطة إسرائيلية تحتاج إلى حشد الولايات المتحدة والقوى في المنطقة، وأنا متفائل بشأن ذلك”.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن وزير الخارجية السابق، أنتوني بلينكن، يدرس خطة إماراتية-إسرائيلية بشأن اليوم التالي للحرب على غزة، حيث تبين أن ديرمر عقد لقاءات مع مسؤولين إماراتيين خلال الفترة الماضية.
ما دور ديرمر في التناغم بين ترامب ونتنياهو مؤخراً؟
ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، التقى الرئيس الأمريكي بديرمر في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وأشرف على ترتيب اللقاء بين ترامب ونتنياهو في فبراير/شباط 2025، حيث كان عليه أن يجد “صيغة القرن” بشأن مواصلة صفقة تبادل الأسرى التي يؤيدها حتى نهايتها، والقضاء على حركة حماس، والحفاظ على استقرار الحكومة الإسرائيلية في مواجهة التهديدات من جانب الوزراء المتشددين.
ويذكر موقع زمان أن ديرمر يتمتع بشبكة اتصالات واسعة النطاق في أروقة إدارة ترامب الحالية، وفي الكونغرس، ومجلس الشيوخ، والعالم الإنجيلي.
لماذا عيّن نتنياهو رون ديرمر لقيادة المفاوضات؟
قرر نتنياهو تعيين رون ديرمر رئيساً لفريق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في ظل الضغوط الأمريكية التي مورست على رئيس الوزراء الإسرائيلي لإتمام الصفقة.
وبحسب موقع زمان، فإن المهمة الجديدة الموكلة إلى رون ديرمر تهدف إلى الحفاظ على قدرة نتنياهو على المناورة أمام ترامب.
وأشار الموقع إلى أن الدافع الرئيس وراء تعيين رون ديرمر رئيساً للوفد المفاوض هو أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون مختلفة، إذ ستشمل عناصر سياسية ودبلوماسية تتعلق بـ:
- مستقبل قطاع غزة.
- التطبيع مع السعودية.
- الحملة ضد إيران.
وتقول صحيفة هآرتس إن رون ديرمر هو رجل المهمات لدى نتنياهو، لكنه يفتقر إلى الخبرة العملياتية، ولم يخدم في الجيش الإسرائيلي، كما أن جذوره أكثر رسوخاً في أمريكا منها في الحياة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يقدر مهارات رون ديرمر ومعرفته بالولايات المتحدة، لذا اختاره ليكون في مواجهة إدارة ترامب في المحادثات التي تحمل بعداً سياسياً ودبلوماسياً.
فيما أشارت صحيفة معاريف إلى أن نتنياهو خصص قدراً كبيراً من الوقت في اجتماع الكابينت الأخير لوصف الانسجام العجيب بينه وبين ترامب، مشدداً على ضرورة الحفاظ على هذا التناغم، وهو الهدف الرئيس الذي سيعمل عليه ديرمر.
وكما هو الحال في فريق كرة القدم، من المفترض أن يلعب ديرمر، من خلال حواره الوثيق والمستمر مع المبعوث الأمريكي المقرّب من ترامب، ستيف ويتكوف، وغيره من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، دور حارس المرمى، وصانع الألعاب، والمدافع، وأحياناً لاعب خط الوسط، كما تصف معاريف.