قال الرئيس محمود عباس في مستهل كلمته أمام المجلس المركزي الفلسطيني إن الشعب الفلسطيني يواجه “مخاطر جمة هي أقرب ما تكون إلى نكبة جديدة”. وفي افتتاح الكلمة، قال عباس: “نلتقي اليوم تحت راية فلسطين الواحدة، راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، نلتقي في لحظة تاريخية حساسة وفارقة، نُواجه فيها مخاطر جمّة، هي أقرب ما تكون إلى نكبة جديدة تُهدد وجودنا، وتُنذر بتصفية قضيتنا الوطنية كلها، تنفيذًا لمخططات من صنعوا نكبة شعبنا الأولى منذ وعد بلفور عام 1917، إلى اقتلاع أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي خلال نكبة 1948، وصولاً إلى نكبة عام 1967، وبعد ذلك نكبة ’الانقلاب’ الآثم في عام 2007، الذي استخدمه عدونا لتمزيق نسيجنا الوطني، ولمنع قيام دولتنا المستقلة”.
وأضاف: “في قطاع غزة، يتعرض شعبنا اليوم لحرب إبادة جماعية خسرنا فيها حتى الآن أكثر من مئتي ألف مواطن بين شهيد وجريح.. ورغم فداحة هذا العدد من الضحايا، فإنه لا يمكن ولا يصح أن يُنظر إليهم وكأنهم مجرد أرقام، لا يمكن أن يكون هؤلاء الشهداء والجرحى مجرد أرقام يجري عدها عبر وسائل الإعلام، وفي التقارير المختلفة.. وأبدًا لا يمكن أن يكونوا مجرد ’خسائر تكتيكية’ كما يدعي من صنعوا نكبة ’الانقلاب’ خدمة للاحتلال ولأعداء شعبنا كافة، ثم اختلقوا الذرائع لكي يكمل الاحتلال مؤامرته الشيطانية بتدمير قطاع غزة وتهجير أهله”.
وفي أكثر من موضع في خطابه بمستهل الدورة الـ32 للمجلس المركزي، هاجم عباس حركة حماس على خلفية تنفيذها عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، قائلًا: “سلموا الرهائن وسدّوا ذرائع إسرائيل”، ثم ارتجل في حديثه وقال: “يا ولاد الكلب سلموا الرهائن وخلصونا”. وأضاف عباس: “يجب على حركة حماس أن تنهي سيطرتها على غزة وأن تسلم الأسلحة للسلطة الفلسطينية”. وتابع: “يجب على حماس أن تتحول إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية ويلتزم بقرارات الشرعية الدولية” وقال عباس إن “حماس ومنذ انقلابها على الشرعية الوطنية ألحقت أضرارًا بالغة بالقضية الفلسطينية ووفرت للاحتلال ذرائع مجانية لتنفيذ مؤامراته وجرائمه في الضفة وغزة”.
وأضاف: “مآلات كل الأفعال التي قامت بها حماس هي ما نعايشه الآن؛ ما يجعلها ملزمة بإنهاء سيطرتها على الحكم في قطاع غزة تمامًا”. وفي موضع آخر بخطابه، قال عباس: “حماس ارتكبت حماقة عندما قبلت بإبعاد أسرى خارج الوطن”.
وفيما يخص البند الأبرز على جدول أعمال المجلس المركزي، قال الرئيس محمود عباس: “نريد من استحداث منصب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تطوير من أجل تعزيز عمل منظمة التحرير وضمان الاستمرارية”. وحول التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، قال عباس إن “الهدف من إرهاب المستوطنين هو نفس هدف الاحتلال من العدوان على قطاع غزة؛ تصفية القضية الفلسطينية”. وأضاف أن “مسألة التهجير في منتهى الخطورة ويجب محاربتها بكل الوسائل والتهجير نكبة جديدة.. والذي يحصل في غزة يحصل في جنين”.
وحول الحصار المالي للسلطة الفلسطينية، قال عباس: “إسرائيل تحاصر شعبنا ماليًا بسرقة أموال المقاصة”. وعن كيفية مواجهة جرائم الاحتلال، قال عباس: “تحرّكُنا الراهن هو مطالبة المجتمع الدولي لإجبار دولة الاحتلال على إنهاء عدوانها في غزة، وندعو لعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل إنهاء الصراع ووقف حالة العداء”. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تعمل مع مصر والأمم المتحدة من أجل عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة.
وانطلق اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الـ32، ظهر اليوم الأربعاء، في مقر الرئاسة “المقاطعة” بمدينة رام الله، وسط مقاطعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمبادرة الوطنية وعدد من الشخصيات الوطنية. وينعقد الاجتماع تحت عنوان “لا للتهجير ولا للضم – الثبات في الوطن – إنقاذ أهلنا في غزة ووقف الحرب – حماية القدس والضفة الغربية – نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة”، حيث سيُعقد على مدار اليوم الأربعاء وغدًا الخميس