جيش الاحتلال يعلن احتجاز جثمان محمد السنوار

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان رسمي اليوم الأحد، العثور على جثمان محمد السنوار، القيادي البارز في كتائب القسام، والشقيق الأصغر لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار. وذلك بعد مرور نحو شهر على إعلان الاحتلال تنفيذ هجومٍ هدِف لاغتيال محمد السنوار من خلال شنّ غارات عنيفة بصواريخ خارقة للتحصينات في محيط المستشفى الأوروربي بخانيونس، راح ضحيتها أكثر من 30 شهيدًا وعشرات الإصابات في صفوف المدنيين.

وأكّد الجيش في بيان مشترك مع الشاباك: “بعد استكمال عملية التعرف على الجثة، نعلن العثور على جثمان محمد السنوار في نفق تحت الأرض بخانيونس”. وزعم البيان: “تم اغتيال السنوار مع قائد لواء رفح محمد شبانة، في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في 13 مايو/أيار 2025، أثناء تواجدهما في مجمع قيادة وسيطرة تحت الأرض حيث تعمل قوات الجيش حاليًا”.

وتابع: “خلال عمليات التفتيش في الممر تحت الأرض، عُثر على أغراض تخص السنوار وشبانة، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية إضافية تم تقديمها لمزيد من التحقيق”. مضيفًا: “خلال العملية، تم العثور على جثث إضافية، ويجري التحقيق في هوياتهم”.

وذكر تقرير لصحيفة “هآرتس”، أن فتحات النفق الذي يدعي الجيش اغتيال محمد السنوار فيه، لم تكن داخل المستشفى الأوروبي. وقال ضابط كبير للصحيفة: “بعد هجوم سلاح الجو، شُنّ هجوم آخر، وقُتل جميع من كانوا بداخله نتيجة الغازات المنبعثة من قصف النفق”. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: “يبدو أن محمد السنوار كان قريبًا جدًا من قوات الجيش طوال فترة القتال”.

ونشر الجيش مقطع فيديو يزعم أنه من النفق الذي اغتيل فيه السنوار وشبانة. ويظهر في الفيديو أن النفق غير مدمر وأن الجثامين سليمة؛ مما يزيد الترجيح بأن عملية الاغتيال تمت باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات التي تنشر غازات سامة لمسافات واسعة داخل الأماكن المغلقة.

وكان تحقيق صحفي، قد كشف أن جيش الاحتلال يستخدم، في استهدافات الأنفاق، القنابل الخارقة للتحصينات التي تُنتج الغاز السامّ (أول أكسيد الكربون)، كمنتج ثانوي؛ وهو ما يمكن أن يقتل الأشخاص داخل الأنفاق، اختناقًا، حتى على بعد مسافة مئات الأمتار من موقع الضربة.

وبحسب ما جاء في التحقيق لمجلة +972، في شهر شباط/فبراير الماضي، فإن الاحتلال اعتمد هذه الطريقة، بشكلٍ ممنهج، في استهدافه قادة الفصائل الفلسطينية خلال حرب الإبادة الأخيرة على غزة. وينقل التحقيق عن مصدر عسكريّ، قوله: “الغاز يبقى تحت الأرض، والناس يختنقون، لقد أدركنا أننا يمكننا استهداف أيّ شخص تحت الأرض بفعالية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات الجوية، التي حتى وإن لم تدمر النفق، تُطلق غازات تقتل أي شخص داخلها. بعدها يصبح النفق فخًّا مميتًا”، على وصفه.

وحتى الآن لم يصدر عن حركة حماس، أي بيان يرتبط في السنوار. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت، أمس السبت، أنه تم العثور على جثمان يشتبه أنه لمحمد السنوار داخل نفق، إلى جانب نحو 10 جثامين أخرى لـ”مسلحين”.

وكانت طائرات الاحتلال نفذت، بتاريخ 13 أيار/ مايو الماضي، حزامًا ناريًا في محيط مستشفى غزة الأوروبي وشنّت غارةً عنيفة استهدفت الساحة الخارجية للمستشفى الواقع في خانيونس جنوبي قطاع غزة. فيما أعلن الاحتلال حينها أن هدف الغارة هو اغتيال القائد في كتائب القسام محمد السنوار.

وتعرّضت ساحة مستشفى الأوروبي لسلسلة غارات متتالية بصواريخ مخترقة للأرض ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، حيث أحدثت الغارات حفرًا عميقة ودمارًا يشبه الدمار الذي ينتج عن هزّة أرضية إلى جانب وقوع أضرار في مداخل وبعض الأقسام في المستشفى التي أدّت لاحقًا إلى خروجه عن الخدمة.

89
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: