تشهد حكومة نتنياهو حالة توتر وتصعيد حاد مع تهديدات الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في حال عدم طرح قانون الإعفاء من التجنيد الخاص بطلاب المدارس الدينية بشكل عاجل وفوري.
ووفقًا لما نقلته الإذاعة العبرية العامة، تلقى أعضاء الكنيست من كتلة “ديغل هتوراه” رسالة عاجلة من كبار الحاخامات، من بينهم الحاخامان يتسحاق لنداو ويسرائيل هرش، تطالبهم بالانسحاب الفوري من الحكومة إذا لم تُعرض مسودة القانون خلال الساعات القليلة القادمة. هذا التهديد يأتي في ظل توتر متصاعد داخل الائتلاف الذي يواجه أخطر أزماته الداخلية منذ تشكيله.
وأشارت الإذاعة إلى أن أوساط التيار الحريدي وجهت انتقادات حادة لرئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، متهمةً إياه بتأخير تمرير القانون عبر إدخال تعديلات وصفتها بـ”الاستفزازية”، إلى جانب اتهامات بالتحريض الممنهج ضد الجمهور الحريدي، رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها ممثلوهم لضمان استقرار الائتلاف الحاكم.
في السياق نفسه، كشفت القناة الرسمية “كان” عن وجود خطة متفق عليها بين حزبي “يهدوت هتوراه” و”شاس” تقضي بانسحاب الأول خلال هذا الأسبوع، يتبعه انسحاب الثاني في الأسبوع التالي. ووفقًا للتقرير، فإن رئيس حزب “شاس” أرييه درعي أبلغ مقربين منه أن هذه الخطوة تهدف إلى تصعيد الضغط السياسي على الحكومة دون اللجوء في هذه المرحلة إلى حل الكنيست، مما يعكس عمق الأزمة التي تهدد مستقبل الحكومة.
كما شددت الأحزاب الحريدية على ضرورة تمرير القانون قبل نهاية الدورة الصيفية الحالية للكنيست في 27 تموز/ يوليو، موجهةً اتهامات للحكومة بالتنصل من التزامات قطعتها سابقًا، خاصة في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة مع إيران، مما يضاعف الضغط عليها داخليًا وخارجيًا.
وتعقيدًا للأزمة، أعلنت مصادر برلمانية أن رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، أصيب بوعكة صحية وُصفت بأنها “زكام حاد”، الأمر الذي أدى إلى تأجيل مناقشة مشروع القانون هذا الأسبوع. هذا التأجيل أثار استياءً واسعًا في أوساط الكتل الحريدية، التي اعتبرت ذلك محاولة مقصودة للتهرب من التفاهمات السابقة والتراجع عن التزامات الائتلاف.
وبعد فشل اجتماع جديد بين ممثل الحريديم أريئيل أتياس وإدلشتاين، قررت كتلتا “شاس” و”ديغل هتوراه” توسيع نطاق مقاطعتهما لجلسات الكنيست لتشمل التصويت ضد مشاريع القوانين الحكومية، كخطوة تصعيدية جديدة للضغط على الحكومة ولإظهار جدية موقفهم.
وفي موازاة هذا التصعيد السياسي، يستعد الجيش الاسرائيلي لإصدار 54 ألف أمر تجنيد خلال الأسبوعين المقبلين، تشمل آلاف الشبان من الجمهور الحريدي، مع منح أولوية لمن يُعتبرون مؤهلين للخدمة القتالية. ويُتوقع أن يزيد هذا الأمر من حدة الأزمة، حيث يمثل التجنيد الحريدي قضية مركزية وحساسة تهدد استقرار الائتلاف وتزيد من التوترات السياسية والاجتماعية في “إسرائيل”.