صورة مسن جائع في غزة تُشعل الغضب وتُجسّد فظاعة المجاعة

في زاوية مظلمة من خيمة نزوحه، يرقد الرجل السبعيني سليم عصفور الذي اضطر لمغادرة بلدته عبسان الجديدة شرق خان يونس إثر تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المنطقة، ولا يكاد يعرف إن كان حيا أم ظلا لرجل كان يوما ما يملأ الحي بصوته المؤذن من مسجد الصحابة.

ووثق مقطع فيديو يتحدث فيه المسن عصفور أنه لم يدخل إلى جوفه رغيف خبز منذ 5 أيام متتالية، في حين صوته الذي اعتاد أن يرفع نداء الصلاة خفت حتى صار همسا بالكاد يسمع، إذ لم يعد قادرا على الوقوف بعدما أنهكه الجوع والمرض، وتراجع وزنه من 80 كيلوغراما إلى 40 كيلوغراما بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.

انتشرت صورة المسن “سليم” بجسده النحيل والمنهك كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى شاهد صادم على المجاعة المتفشية في قطاع غزة.

وأثارت الصورة حالة من الاستياء والغضب العارم بين النشطاء، الذين اعتبروا أن جسده الغائر لم يكن مجرد مظهر من مظاهر سوء التغذية، بل تجسيد صارخ لجريمة تجويع ممنهجة تدفع سكان غزة نحو الموت البطيء في وضح النهار.

وأكد مغردون أن هذه المشاهد لا تنتمي إلى فيلم سينمائي ولا إلى صورة مزيفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بل إلى واقع مؤلم يعيشه سكان غزة كل يوم.

وكتب أحد المغردين: “بصراحة لم أصدق الصورة، ظننت أنها مفبركة، حتى تواصلت مع أحد جيرانه وأكد لي أنها حقيقية.. هذا هو العم سليم، مؤذن مسجد الصحابة”.

ولفتوا إلى أن هذا يحدث في وقت تستميت فيه أبواق إعلامية أميركية وإسرائيلية وحتى عربية في نفي وجود المجاعة في غزة، متحدثة عن دخول مساعدات و”تحسن مرتقب”، لكنهم شددوا على أن “الجائع لا يكذب… وكيف له أن يكذب؟”.

وكتب أحد المدونين: “هذا الرجل الذي فقد صوته وقدرته على السير، لم يبق له من أذان الفجر شيء، ولا حتى صرخة يشتكي بها جوعه.. يعيش في حصار ما عاشه الصحابة، محاطا بأمة تعد بالملايين، لكنها صامتة، خانعة، كأن لا علاقة لها بجوعه أو بصلاته أو بصمته الموجوع”.

ويرى نشطاء أن ما يعيشه العم سليم ليس استثناء، بل هو واحد من عشرات، وربما مئات الحالات التي تجسد واقعا مأساويا في ظل سياسة تجويع إسرائيلية ممنهجة تنفذ بغطاء أميركي وصمت أوروبي.

وكتب أحدهم: “المسن سليم عصفور.. شهادة حية على جوع غزة ووجع الحصار. جسده يختصر حجم المعاناة وشدة الجوع الذي يتعرض له سكان القطاع”. وأضاف آخر: “إنه ليس مجرد نقص في الطعام، بل موت بطيء محسوب. هذه ليست أزمة إنسانية، بل جريمة حرب ترتكب على الهواء مباشرة، والعالم يشاهد بصمت”.

ورأى كثيرون أن المجاعة لا تحتاج إلى بيانات رسمية أو تقارير دولية لتثبت وجودها، “يكفي أن تنظر في عيون العم سليم”، كما قال أحدهم: “هذا الجسد النحيل ليس من فيلم خيالي، ولا صورة مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، بل هو الحقيقة الموجعة التي تعيشها غزة اليوم”.

وأكد مغردون أن العم سليم عصفور، مؤذن مسجد الصحابة في عبسان الجديدة شرق خان يونس، لم يتناول الخبز منذ 5 أيام متتالية، ما جعله عاجزا عن الوقوف إلا بصعوبة بالغة، وقد برزت عظامه من فرط الهزال والجوع.

ويختم أحدهم: “هذا ليس مجرد رجل جائع، بل شهادة حية على كذب العالم، وعلى أن المساعدات التي يروّج لدخولها إلى غزة لا ترى إلا في التصريحات، لا على موائد الجائعين”.

13
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *