شهد قطاع غزة، فجر الثلاثاء، تصعيدًا واسعًا من قبل جيش الاحتلال، شمل عمليات نسف وتدمير وتوغلات برية في أحياء الصبرة والزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وسط قصف مدفعي مكثف على عدة مناطق. فيما سقط أكثر من 30 شهيدًا، منذ منتصف الليلة حتى صباح اليوم، بينهم الصحفي إسلام الكومي وطفله الذين استشهدا في غارة إسرائيلية على حي الصبرة في مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية أن الصحفي الفلسطيني إسلام الكومي استشهد، الليلة الماضية، خلال تغطيته الميدانية لعدوان الاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة، في جريمة جديدة تستهدف الإعلاميين والمدنيين على حد سواء.
وأضافت أنّ مدفعية الاحتلال قصفت منزلًا يعود لعائلة الغازي في الحي، ما أدى إلى استشهاد الكومي ومواطنة أخرى، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح متفاوتة. وتزامن القصف مع توغل لآليات الاحتلال في عدة مناطق من حي الصبرة، ومحاصرة مدرسة الصبرة وعيادة وكالة الغوث، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
وباستشهاد الصحفي إسلام الكومي، يرتفع عدد الشهداء الصحفيين، منذ بدء حرب الإبادة، في غزة إلى 239 شهيدًا. يأتي هذا بعد أقل من 10 أيام على جريمة اغتيال الصحفيين الستة في خيمة قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وهم: وهم: أنس الشريف، محمد قريقع، محمد الخالدي، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل.
وحول العدوان المتصاعد على مدينة غزة، قال المتحدث باسم بلدية غزة، للتلفزيون العربي، إن سيطرة الاحتلال الكاملة على مدينة غزة خطرٌ على أكثر من مليون نازح في المدينة، مضيفًا أن أكثر من 75% من المنازل والطرق والشوارع دمرت في المدينة.
وفي دير البلح وسط القطاع، استشهد خمسة نازحين نتيجة استهداف تجمع لهم في شارع البركة، كما سقط خمسة آخرون بينهم أطفال إثر قصف خيام للنازحين في منطقتي “البصة” و”فش فرش”. بينما نقلت طواقم الإسعاف في مستشفى الكويت التخصصي الميداني (شفاء فلسطين) جثامين شهيدين، أحدهما طفلة، وعددًا من الإصابات من خيام النازحين في خان يونس. هذا وأفاد مجمع ناصر الطبي بارتقاء 8 شهداء في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
أما في رفح جنوب القطاع، فقد أدى قصف إسرائيلي لخيمة نازحين قرب مسجد معاوية إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، فيما ارتقى خمسة شهداء آخرون برصاص القوات الإسرائيلية قرب موقع كيسوفيم جنوب شرقي دير البلح.
في السياق ذاته، أكدت مصادر طبية استشهاد شخصين وإصابة ثلاثة آخرين صباح اليوم نتيجة استهداف تجمع للنازحين قرب نقطة توزيع مساعدات على شارع صلاح الدين وسط القطاع، ما تسبب بحالة من الهلع والفوضى بين الأهالي. كما وٌثقت غارات أخرى سقوط شهداء في شارع البنا بجباليا شمال القطاع.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعًا إنسانية متدهورة، مع تواصل استهداف تجمعات النازحين ونقاط المساعدات، ما يفاقم من معاناة المدنيين الذين يعيشون ظروفًا بالغة القسوة تحت الحصار والقصف.