مع دقّ جرس العام الدراسي الجديد، يجد آلاف الطلبة الفلسطينيين أنفسهم بلا مقاعد دراسية في مدارس الأونروا بمخيمات شمال الضفة الغربية والقدس، بعدما أغلق الاحتلال أبواب 17 مدرسة بقرارات عسكرية وتشريعات سياسية.
الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور: قدمت مديريات التربية والتعليم في جنين وطولكرم للوكالة، مدارس حكومية للدوام فيها بعد انتهاء الدوام المدرسي الصباحي
يأتي ذلك فيما تحاول وزارة التربية والتعليم والوكالة إيجاد بدائل مؤقتة، حيث ما زال العدوان الإسرائيلي مستمرًا على مخيمي طولكرم ونور شمس في مدينة طولكرم، ومخيم جنين في مدينة جنين منذ ما يزيد عن 9 أشهر، مع فرض أوامر عسكرية بإغلاقها في وجه سكانها وحرمانهم من العودة أو الوصول إليها.
أما في مدينة القدس، فقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع نهاية العام الدراسي الماضي، قرارًا بإغلاق 6 مدارس تابعة لوكالة الأونروا، بعد قرارات الكنيست ضد الوكالة ومنعها من العمل في “إسرائيل”.
وحول مصير آلاف الطلبة في هذه المدارس، قال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، إن مديريات التربية والتعليم في جنين وطولكرم قدمت للوكالة، مدارس حكومية للدوام فيها بعد انتهاء الدوام المدرسي الصباحي.
وأوضح الخضور في تعقيب، أن كل مدرسة تابعة للوكالة موجودة في مخيمات جنين وطولكرم، وفرت التربية لها مدرسة حكومية بديلة لاستخدامها كمبنى فقط، بحيث يكون الطاقمان التدريسي والإداري من الوكالة.
وأضاف أن الطلبة الذين نزحت عائلاتهم إلى القرى البعيدة عن المدارس البديلة، يتم استيعابهم في مدارس حكومية كطلبة زائرين فقط، بحيث تُنقل علاماتهم إلى سجلات الوكالة.
وأشار إلى أن عشرات الطلبة نزحوا إلى القرى المحيطة بجنين وطولكرم، وتم توفير فرصة لهم للالتحاق بالمدارس الحكومية كطلبة زائرين، بحيث يدرسون في المدارس الحكومية، وتُرصد علاماتهم وتُرحّل لوكالة الغوث، ليكونوا “طلبة ضيوف” وليسوا دائمين.
وأكد الخضور أن وزارة التربية والتعليم تشدد على شروط التحاق الطلبة في بداية كل عام، إذ يجري انتقال الطلبة من مدرسة إلى أخرى مع بداية كل عام دراسي، وتضع الوزارة ضوابط مشددة على النقل من مدارس الوكالة إلى المدارس الحكومية، حتى لا يؤدي ذلك إلى تفريغ مدارس الوكالة من طلبتها.
بالتالي، في جنين وطولكرم لا توجد إشكالية – بحسب الخضور – حيث تم تبني هذه الآلية منذ العام الماضي. أما بالنسبة لمدارس القدس الـ6 التي تم إغلاقها، فقال الخضور إن الوزارة ما زالت تبحث مع وكالة الأونروا حصر أعداد الطلبة المتضررين.
وبيّن أن جزءًا منهم – بحسب معلومات من الوكالة – التحقوا بمدارس خاصة، وأن الوزارة والوكالة تدرسان الآلية الممكنة لتوفير فرص لبقية الطلبة وفق آلية ناظمة بين الطرفين، مؤكدًا أن الصورة ستتضح بعد بدء العام الدراسي والتحقق من أعداد الطلبة الذين التحقوا بمدارس خاصة، ومن تبقى منهم.
بدوره، قال نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة، إن في مخيمي طولكرم يوجد نحو 2500 طالب وطالبة كانوا يدرسون في 6 مدارس تابعة للأونروا، 4 منها في مخيم طولكرم و2 في مخيم نور شمس، ولا يمكن الوصول إليها اليوم.
وأكد سلامة، ما تقدم به الخضور، بأنهم اتفقوا مع الوكالة ووزارة التربية والتعليم في طولكرم على استخدام المدارس الحكومية القريبة من أماكن تواجد النازحين.
وبيّن أن الآلية مع الفصل الجديد ستكون عبر الدوام يومًا واحدًا صباحًا (الخميس) الذي لا يوجد فيه دوام وجاهي في المدارس الحكومية، ويومين مسائيين بعد الساعة 12 ظهرًا، وبقية الأيام إلكترونيًا عن بعد. أما الطواقم التدريسية والإدارية فهي من موظفي الوكالة، ويتم فقط استخدام مباني المدارس الحكومية، في ظل تعذر الوصول إلى مدارس الأونروا، وذلك بالتنسيق مع التربية والتعليم.
أما عضوة اللجنة الشعبية في مخيم جنين فرحة أبو الهيجا، فقالت إن في المخيم 5 مدارس تابعة للوكالة، ولن يعود الطلبة إليها مع بداية العام الدراسي الجديد، كونها تقع ضمن المنطقة العسكرية المغلقة التي يمنع الدخول أو الخروج منها أو حتى الاقتراب.
وأكدت أبو الهيجا، أنه سيتم استخدام مباني المدارس الحكومية من قبل الأونروا. وما زالوا بانتظار رد من الوكالة لتحديد هذه المدارس وأوقات التدريس فيها، صباحية أو مسائية، حيث لم يُبلَّغوا بشكل رسمي حتى الآن.
وأضافت أنه سيتم توزيع الطلبة وتجميعهم في مدارس حكومية لاستخدام مبانيها فقط، بحيث تكون الأقرب إلى مناطق النزوح، لافتة إلى أن النازحين في منطقة سكنات الجامعة الأميركية درسوا الفصل الماضي في مدارس جلقموس والزبابدة وفي مدينة جنين.
أما في مخيم شعفاط، فقال منسق اللجنة الوطنية في المخيم جبر محيسن، إن لديهم نحو 1300 طالب كانوا يدرسون في مدرستين تابعتين للوكالة.
وفي تعقيب، قال محيسن إن القرار بإغلاق المدارس هو قرار إسرائيلي، لكن الوكالة تخلت عن الطلبة ولم تقم بدورها في توفير بديل لهم، ما جعل الكثير منهم خارج الإطار التعليمي.
وأضاف أن الطلبة الآن، مع بدء السنة الجديدة، مضطرون للالتحاق بمدارس خاصة أو حكومية، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ عام 1967 بفعل قرار الاحتلال بإغلاق مدارس وكالة الغوث، وعدم توفير الوكالة بدائل لهم.
ونوّه محيسن إلى أن ما يقارب 70% من الطلبة انتقلوا بالفعل إلى مدارس خاصة أو التحقوا بمدارس في القدس، أما البقية الذين يتعذر عليهم الوصول إلى القدس فسوف يبحثون عن مدارس أخرى في الضفة الغربية مثل عناتا، حزما، رام الله والرام وغيرها.