قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة، في حين فتكت المجاعة المستفحلة في القطاع بالمزيد من المجوّعين.
وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج طيبة مقابل ميناء غزة.
وجاءت الغارة بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إنذارا بإخلاء ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي، خصوصا برج طيبة والخيام المجاورة.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه سيهاجم مبنى برج طيبة بزعم وجود بنى تحتية لحركة حماس داخله أو بجواره.
وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت في الأيام القليلية الماضية عدة أبراج سكنية في مدينة غزة، وذلك في إطار خطة تستهدف تهجير سكان المدينة نحو الجنوب.
وفي إطار التهديدات المتكررة للسكان، أنذر الجيش الإسرائيلي اليوم مجددا سكان مدينة غزة بإخلائها فورا باتجاه منطقة المواصي الساحلية جنوبي القطاع.
والليلة الماضية، أنذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها من المدينة القديمة والتفاح شرقا وحتى البحر غربا بإخلائها والانتقال فورا نحو المواصي عبر شارع الرشيد.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البقاء في المناطق التي ذكرها في مدينة غزة بالخطر جدا.
وتمتد منطقة المواصي مسافة 12 كيلومترا من دير البلح في وسط القطاع حتى رفح جنوبا، وقد صنفتها إسرائيل سابقا “منطقة إنسانيية” لكنها استهدفتها مرارا وارتكبت فيها مجازر.
وكان جيش الاحتلال أصدر في الأيام القليلة الماضية عدة إنذارات لسكان مدينة غزة بإخلائها تمهيدا لبدء العملية العسكرية الرامية لاحتلالها، لكن كثيرين من سكان المدينة أكدوا أنهم لن يغادروها.
مجزرة بحث نازحين
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت مصادر في مستشفيات غزة إن 34 استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم بينهم 26 بمدينة غزة.
وقد أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 15 شخصا وإصابة آخرين إثر قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة الشاليهات غربي مدينة غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال دمرت ما لا يقل عن 10 منازل وعشرات الخيام في أحياء مدينة غزة، وهو ما أدى لتشريد مئات المواطنين.
وفي وقت مبكر اليوم، استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة جراء غارة نفذتها طائرات الاحتلال على خيمة بمفترق المالية غربي مدينة غزة أيضا.
كما استشهد شخص وأصيب آخرون في غارة أخرى على حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وبالتزامن فجرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل بالحي.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية خيمة قرب مستشفى المعمداني في ميدان فلسطين بمدينة غزة مما أسفر عن شهيد ومصابين، وأسفرت غارة أخرى عن شهيد ومصابين في حي الشيخ عجلين جنوب غربي المدينة.
كذلك أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد شخص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شارع الرشيد الساحلي غربي مدينة غزة.
ويأتي القصف في وقت كان يشهد فيه شارع الرشيد حركة نزوح من مناطق في مدينة غزة باتجاه الجنوب.

وتواصلت الغارات بوتيرة مرتفعة وسط تهديدات إسرائيلية بتدمير مدينة غزة في حال لم تقبل المقاومة الفلسطينية شروط حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سابقا أنه بدأ المراحل الأولى لاحتلال مدينة غزة ضمن ما سمتها بعملية “عربات جدعون 2”.
وفي وسط القطاع، استشهد طفل وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في محيط كلية التقنية بمدينة دير البلح.
وفي دير البلح أيضا، قصفت طائرات الاحتلال مسجدي ابن تيمية ويافا، وتدخلت فرق الدفاع المدني لإطفاء حريق اندلع في مسجد ابن تيمية جراء القصف.
وفي محيط ما يعرف بمحور نتساريم غير بعيد من مخيم النصيرات، أطلقت قوات الاحتلال النار على حشد من المجوّعين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب نقطة للتحكم بالمساعدات مما أسفر عن إصابات، وفق مصدر طبي في مستشفى العودة.
ومنذ تولي ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” التحكم بتدفق المساعدات، استشهد أكثر من 2400 فلسطيني وأصيب 17 ألفا آخرون بنيران قوات الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع الشركة الأميركية.
وفي جنوب القطاع، استشهد 4 إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية مواطنين وسط خان يونس، بينما استشهد أحد المجوّعين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات قرب المدينة..
كما أطلقت آليات الاحتلال النار شمال شرقي خان يونس، وذلك وسط أنباء عن كمين نفذته المقاومة، بحسب ما أوردته قناة الأقصى الفضائية.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن 41 استشهدوا وأصيب 184 آخرون خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان إلى 64 الفا و656 شهيدا و163 ألفا و503 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ضحايا المجاعة
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم استشهاد 5 أشخاص، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة.
وقالت الوزارة إن عدد الشهداء نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 404 بينهم 141 طفلا.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد المسن محمد قفة (82 عاما) من سكان جنوب قطاع غزة نتيجة سوء التغذية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل 3 أسابيع تفشي المجاعة في مدينة غزة، وحذرت من أنها ستمتد إلى دير البلح وخان يونس في حال عدم دخول المساعدات بشكل سريع.
وأكدت منظمات دولية أن الوضع لم يتحسن في غزة منذ إعلان المجاعة فيها رسميا، إذ لم تدخل سوى كميات ضئيلة من المساعدات والمستلزمات التي تستخدم لمكافحة سوء التغذية.