وكالات إغاثة: غزة تواجه الشتاء بمساعدات شحيحة لا تقي الجوع والبرد

قالت وكالاتُ إغاثةٍ إن المساعداتِ التي تصل إلى قطاع غزة ما تزال قليلةً جدًا بعد مرور نحو أربعة أسابيع على وقف إطلاق النار، فيما يستمرّ الجوع مع اقتراب فصل الشتاء وتبدأ الخيامُ القديمة بالتمزّق بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمّرة على القطاع، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” يوم الثلاثاء.

ولم تعد الأمم المتحدة تنشر بانتظامٍ أرقامَ الشاحنات الداخلة كما كانت تفعل في المراحل السابقة من الحرب، في حين ذكر مكتبُ الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 10% من الأطفال ما زالوا يعانون سوءَ تغذيةٍ حادًّا، انخفاضًا من 14% في أيلول/ سبتمبر، مع وجود أكثر من ألف طفلٍ يعانون الشكلَ الأشدَّ من سوء التغذية.

وأفاد المكتبُ الأممي بأن نصفَ العائلات في قطاع غزة أبلغت عن تحسّنٍ في الوصول إلى الغذاء، خصوصًا في الجنوب، إذ ارتفع متوسطُ الوجبات اليومية إلى وجبتين بدلًا من وجبةٍ واحدةٍ في تموز/ يوليو، لكنه أكّد أن الفجوة بين شمال القطاع وجنوبه لا تزال كبيرةً جدًا.

من جانبها، وصفت المتحدثةُ باسم برنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة، الوضعَ بأنه “سباقٌ مع الزمن”، وقالت: “نحتاج إلى وصولٍ كاملٍ وسريعٍ. الشتاء قادم، والناس ما زالوا يعانون من الجوع، والاحتياجات هائلة”.

وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي أدخل منذ وقف إطلاق النار 20 ألف طنٍّ من المساعدات الغذائية، أي نحو نصف الكمية المطلوبة، وافتتح 44 مركزَ توزيعٍ من أصل 145 مستهدفًا.

وأوضحت أن تنوّع الأغذية ما زال ناقصًا ولا يغطي ما يلزم لمنع سوء التغذية، مشيرةً إلى أن معظم الأسر التي تحدّث إليها ممثّلو البرنامج لا تستهلك سوى الحبوب والبقول والمواد الجافة، “وهذه المواد لا تكفي للبقاء على قيد الحياة لفترةٍ طويلة، في حين أن اللحوم والبيض والخضروات والفواكه نادرةٌ للغاية”، وفق عطيفة.

وأكدت أن نقص الوقود، بما في ذلك غاز الطهي، يعقّد الجهودَ التغذوية، وأن أكثر من 60% من سكان غزة يطبخون باستخدام النفايات المحترقة، ما يزيد المخاطرَ الصحية.

ومع اقتراب الشتاء، تزداد الحاجةُ إلى المأوى، فالخيام بدأت تتمزّق، والمباني التي نجت من القصف مفتوحةٌ على الطقس أو غيرُ مستقرةٍ وخطرة.

وقال رئيسُ شبكةِ المنظمات الأهلية، أمجد الشوا: “نقترب من الشتاء، ومعه الأمطارُ والفيضاناتُ المحتملة، إضافةً إلى الأمراض بسبب مئات الأطنان من النفايات قرب المناطق السكنية.”

وأوضح الشوا أن ما بين 25 و30% فقط من المساعدات المتوقعة وصلت فعليًا إلى غزة.

من جانبها، أكدت المتحدثةُ باسم المجلس النرويجي للاجئين، شاينا لو، أن “ظروفَ المعيشة لا تُحتمل”، مشيرةً إلى أن نحو 1.5 مليون شخصٍ بحاجةٍ إلى مأوى، في حين أن كمياتٍ ضخمةً من الخيام والمساعدات المرتبطة بالمأوى ما زالت تنتظر الموافقاتِ الإسرائيلية لدخول القطاع.

3
اترك التعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المشاركات الأخيرة: