يعيش قطاع غزة منخفضًا جديدًا محملاً بالأمطار الغزيرة، قبل انقضاء أيام أربعة أيام على المنخفض الذي خلف 11 حالة وفاة جراء انهيار منازل وجدران، إضافة إلى وفاة ثلاثة أطفال من شدة البرد، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة نتيجة الحصار المتواصل وتعطيل إعادة الإعمار.
ويتوقع المختصون في الأرصاد الجوية أن تتواصل فرص هطول الأمطار بشكل متفاوت على أنحاء واسعة من البلاد حتى نهار الأربعاء، مع تركيز أكبر في مناطق وسط البلاد وجنوبها، ما يعني أن ربع مليون نازح في الخيام على الأقل سيعانون بشدة على مدار يومين.
وأفادت مصادر محلية بأن الساعات الأولى من المنخفض شهدت غرق مئات الخيام وتطاير أخرى في حي الشيخ رضوان ومناطق أخرى غربي مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن امرأة فلسطينية أصيبت جراء سقوط حائط على خيمتها بفعل الرياح والأمطار.
وحذر رئيس اتحاد بلديات غزة يحيى السراج من تداعيات خطيرة للمنخفض الحالي، وقد تكون أقسى من المنخفض السابق، في ظل دمار البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وكان المنخفض الماضي تسبب بتضرر وغرق أكثر من 53 ألف خيمة بصورة جزئية أو كلية، وتلف الشوادر والأغطية البلاستيكية ومواد العزل، وفقدان الفرشات والبطانيات وأدوات النوم. وهذا يعني أن المنخفض الحالي يأتي على عشرات آلاف النازحين وهم فاقدون لما يؤويهم من الرياح والأمطار.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، إن الناس في قطاع غزة يموتون من شدة البرد، والأنقاض التي يحتمون بها تنهار، ما يعرضهم للبرد بصورة أكبر.
وأضاف لازاريني أن عمال الإغاثة يعانون من صعوبةٍ في مواكبة حجم الاحتياجات، في ظل استمرار القيود على إدخال الخيام وغيرها من مواد الإيواء إلى غزة.
وأشار إلى أن إمدادات وكالة “الأونروا” ما زالت تنتظر منذ أشهر للدخول إلى غزة، وهي كفيلة بتلبية احتياجات مئات الآلاف من الأشخاص الذين يمرون بحالة يأس شديد. ودعا إلى السماح بدخول المساعدات على نطاق واسع ودون تأخير، لتفادي تعريض مزيد من العائلات النازحة إلى مخاطر جسيمة.
بينما قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن الكارثة تتعاظم في قطاع غزة مع وصول منخفض جوي جديد وغرق النازحين، مشيرًا إلى أن المناشدات السابقة لإدخال المواد المناسبة للإيواء وبدء الإعمار، لم تلْقَ آذانًا صاغية عند المجتمع الدولي
ودعا قاسم الوسطاء والمجتمع الدولي للتحرك العاجل لإنقاذ أهالي غزة من كارثة محققة.